صغار يقضون العطلة على ظهر ا لمواتر
معاذ هاشم كمبال
من خلال انتظاري للمواصلات في الموقف مرت بي دراجة نارية تسابق الريح وكان عليها شخصان لم استطع التعرف عليهما ولا حتى ملابسهما ولكن ما ان مرت لحظة حتى رأ
يتهما على البعد ساقطان على الأرض وبجوارهما الموتر لا يستطيعان الى الوقوف سبيلا. تجمع كل من كان فى الموقف لرؤيتهما ومساعدتهما على الوقوف فتأكد انهما مراهقان يسابقان الريح بالموتر، تفرق الجمع بعد ان انهالوا عليهما بالسب واللعن. تبين لي من احد الحاضرين ان هذا الموتر مستأجر.. تساءلت هنا من هم اصحاب هذه المواتر؟ ولماذا يعطونها لمثل هؤلاء المراهقين؟ دلني ذلك الشخص عن مكان الاستئجار وهو السوق الشعبي امدرمان. حملت تلك الاسئلة واتجهت صوب المكان الذي دلني عليه. فوجدته عبارة عن ميدان كبير 2000 متر شمال سلخانة السوق الشعبي ومن الناحية الاخرى موقف للمواصلات وأصحاب المواتر والمستأجرين من عامة الناس بالاضافة لبعض العاملين بالسوق تتراوح أعمارهم مابين 10-30 عام والمواتر المستخدمة هي من نوعية (سوزوكي, يامها) وبدون لوحات وان معظم أصحاب المواتر ليست لديهم رخص قيادة هنا.اتخذت لنفسي مكاناً بالقرب منهم وأخذت أرى مايجري متتبعاً حركة الجميع واخذت أصور بالكاميرا مايجرى أمامي من صور لاطفال يقودون هذه المواتر، أما الصغير منهم الذي لايستطيع التحكم بالموتر فصاحب الموتر هو من يركب خلفه ومن الناحية الثانية مطاردة من بعض الاصدقاء لصديقهم. وفى وسط هذا الجو نظر الي أحد اصحاب المواتر فعرف بأمر الكاميرا التى كنت قد خبأتها لالتقط الصور فاتجه نحوي فعرفته بنفسي وعرفني بنفسه انه (سليمان) وانه يعمل بهذه المهنة فى الاجازة فقط لانه طالب بالمرحلة الثانوية وان الايراد الذى يصل الى 15 جنيه فى اليوم له وحده ولاحتياجاته الخاصة وان الزبائن هم الشباب والكبار سواء كانوا متعلمين ام لا.. قطع (سليمان) حديثه وأشار لاحد اصحاب المواتر مبيناً انه من اقدم (المستأجراتيه) فى هذا المكان وان اسمه (على) فتفضل لنا بالحديث، مشيراً في البدء انه لولا ظروف الحياة لما عمل بها وان هذه المهنة من اللامهن وتأتى عليهم بما لايحمد عقباه إذ انه في حالة أتى شخص واستأجر الموتر ووقع له حادث فالمسؤول اولا صاحب الموتر واذا تم القبض عليك عن طريق شرطة المرور فان نصيبهم (5) ايصالات وذلك لان الترخيص سعره يصل نصف سعر الموتر أي (700) جنيه وانهم ايضاً مطاردين من قبل الشرطة لاشتباه الشرطة في ان سائقي المواتر بدون لوحات هم من معتادي الجرائم واثناء الحديث انضم إلينا صاحب موتر يدعى (ادم) فذكر انه خريج من احدى المعاهد الصناعية وانه لولا ظروف الحياة القاسية لما عمل بهذه المهنة لعلمه التام بالمسؤولية الكبيرة التى تقع على صاحب الموتر واذا كان للمستأجر لايعرف القيادة أو صغير فى السن والاثنين هما من اكثر زباءننا وحدثت له مصيبة لاقدر الله فالمسؤول الاول صاحب الموتر مع علمي التام بان هذه المهنة قد تعصف به وبالموتر ويمكن ان تأتى اليه بما لايحمد عقباه لكن السبب الرئيسي في عملي هذا هو ظروف الحياة القاسية حيث انه هو المسؤول عن اخوانه واخواته وأمه الطاعنة فى السن والسبب الآخر انه لاتوجد فرص مهن إما ان اعمل بهذه المهنة أو تنتهي بذلك اسرتى التى أعولها في تلك الثناء رأيت ما أدهشني حيث ان هنالك طفلاً لم يتجاوز العقد الاول من عمره ويقود عربة أي نعم (سيارة) ويجلس بجانبه شخص راشد فظهرت على وجهي آثار الدهشة، سألت (ادم) عن ذلك فشرح لي ما ادهشنى وهو ان هذه العربات ايضاً للايجار ويبلغ ايرادها (40) جنيها واضاف ان صاحب هذه العربة كان موظفاً باحدى الشركات وعندما تم فصله اشترى العربة بما كان يجمعه خلال سنوات عمله وهو الآن يستأجرها ولايهمه اذا كان من يستأجرها طفل ام شاب.. شكرتهم ثم انطلقت.
معاذ هاشم كمبال
من خلال انتظاري للمواصلات في الموقف مرت بي دراجة نارية تسابق الريح وكان عليها شخصان لم استطع التعرف عليهما ولا حتى ملابسهما ولكن ما ان مرت لحظة حتى رأ
يتهما على البعد ساقطان على الأرض وبجوارهما الموتر لا يستطيعان الى الوقوف سبيلا. تجمع كل من كان فى الموقف لرؤيتهما ومساعدتهما على الوقوف فتأكد انهما مراهقان يسابقان الريح بالموتر، تفرق الجمع بعد ان انهالوا عليهما بالسب واللعن. تبين لي من احد الحاضرين ان هذا الموتر مستأجر.. تساءلت هنا من هم اصحاب هذه المواتر؟ ولماذا يعطونها لمثل هؤلاء المراهقين؟ دلني ذلك الشخص عن مكان الاستئجار وهو السوق الشعبي امدرمان. حملت تلك الاسئلة واتجهت صوب المكان الذي دلني عليه. فوجدته عبارة عن ميدان كبير 2000 متر شمال سلخانة السوق الشعبي ومن الناحية الاخرى موقف للمواصلات وأصحاب المواتر والمستأجرين من عامة الناس بالاضافة لبعض العاملين بالسوق تتراوح أعمارهم مابين 10-30 عام والمواتر المستخدمة هي من نوعية (سوزوكي, يامها) وبدون لوحات وان معظم أصحاب المواتر ليست لديهم رخص قيادة هنا.اتخذت لنفسي مكاناً بالقرب منهم وأخذت أرى مايجري متتبعاً حركة الجميع واخذت أصور بالكاميرا مايجرى أمامي من صور لاطفال يقودون هذه المواتر، أما الصغير منهم الذي لايستطيع التحكم بالموتر فصاحب الموتر هو من يركب خلفه ومن الناحية الثانية مطاردة من بعض الاصدقاء لصديقهم. وفى وسط هذا الجو نظر الي أحد اصحاب المواتر فعرف بأمر الكاميرا التى كنت قد خبأتها لالتقط الصور فاتجه نحوي فعرفته بنفسي وعرفني بنفسه انه (سليمان) وانه يعمل بهذه المهنة فى الاجازة فقط لانه طالب بالمرحلة الثانوية وان الايراد الذى يصل الى 15 جنيه فى اليوم له وحده ولاحتياجاته الخاصة وان الزبائن هم الشباب والكبار سواء كانوا متعلمين ام لا.. قطع (سليمان) حديثه وأشار لاحد اصحاب المواتر مبيناً انه من اقدم (المستأجراتيه) فى هذا المكان وان اسمه (على) فتفضل لنا بالحديث، مشيراً في البدء انه لولا ظروف الحياة لما عمل بها وان هذه المهنة من اللامهن وتأتى عليهم بما لايحمد عقباه إذ انه في حالة أتى شخص واستأجر الموتر ووقع له حادث فالمسؤول اولا صاحب الموتر واذا تم القبض عليك عن طريق شرطة المرور فان نصيبهم (5) ايصالات وذلك لان الترخيص سعره يصل نصف سعر الموتر أي (700) جنيه وانهم ايضاً مطاردين من قبل الشرطة لاشتباه الشرطة في ان سائقي المواتر بدون لوحات هم من معتادي الجرائم واثناء الحديث انضم إلينا صاحب موتر يدعى (ادم) فذكر انه خريج من احدى المعاهد الصناعية وانه لولا ظروف الحياة القاسية لما عمل بهذه المهنة لعلمه التام بالمسؤولية الكبيرة التى تقع على صاحب الموتر واذا كان للمستأجر لايعرف القيادة أو صغير فى السن والاثنين هما من اكثر زباءننا وحدثت له مصيبة لاقدر الله فالمسؤول الاول صاحب الموتر مع علمي التام بان هذه المهنة قد تعصف به وبالموتر ويمكن ان تأتى اليه بما لايحمد عقباه لكن السبب الرئيسي في عملي هذا هو ظروف الحياة القاسية حيث انه هو المسؤول عن اخوانه واخواته وأمه الطاعنة فى السن والسبب الآخر انه لاتوجد فرص مهن إما ان اعمل بهذه المهنة أو تنتهي بذلك اسرتى التى أعولها في تلك الثناء رأيت ما أدهشني حيث ان هنالك طفلاً لم يتجاوز العقد الاول من عمره ويقود عربة أي نعم (سيارة) ويجلس بجانبه شخص راشد فظهرت على وجهي آثار الدهشة، سألت (ادم) عن ذلك فشرح لي ما ادهشنى وهو ان هذه العربات ايضاً للايجار ويبلغ ايرادها (40) جنيها واضاف ان صاحب هذه العربة كان موظفاً باحدى الشركات وعندما تم فصله اشترى العربة بما كان يجمعه خلال سنوات عمله وهو الآن يستأجرها ولايهمه اذا كان من يستأجرها طفل ام شاب.. شكرتهم ثم انطلقت.
الأربعاء، 23 يوليو 2008
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق